لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
باب بدء الوحي من صحيح البخاري
74520 مشاهدة print word pdf
line-top
اعتراف هرقل بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم

...............................................................................


ثم ذكر له هذه الآية في سورة آل عمران: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وذلك لأنهم أهل كتاب، ولأجل ذلك عَرَفَ من كتبهم صفة النبي صلى الله عليه وسلم، واعترف بأنه سيملك ما تحت قدميه، ويقول: لو خلصت إليه لَغَسَلْتُ قدميه، لو تخلصت إلى محمد لأطعته.. حتى ولو أخدمه بأن أغسل قدميه، فَلَمَّا كان مُطَاعًا كان إثم مَنِ اتبعه على الضلال يحمله عليه مثله. قال الله تعالى: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ يعني: أوزارًا مثل أوزار الذين اتبعوهم، وقال تعالى: لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ يعني: ما حملوه، وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ أي: وبعض أوزار الذين يضلونهم بغير علم، فهذا معنى: أن عليك إثم الإريسيين، يعني: مِنْ أتباعك، سواء العمال، أو الحراث، أو أهل الأشجار، أو أهل المكاسب.. كلهم عليك مثل آثامهم.
ثم الآية الكريمة لا شك أن فيها دعوة إلى التوحيد تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ هذه الكلمة هي قوله: أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا نستوي فيها نحن وأنتم: نعبد الله وحده، ولا نشرك به شيئًا، ونعترف بأن عيسى مخلوق، وأنه نبي من الأنبياء، خلاف ما تَدَّعُون فيه أنه هو الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة، ونجعل عبادتنا لله، ولا نشرك به شيئًا، أي: لا نجعل لله تعالى شركاء، فإن توليتم وأشركتم وامتنعتم فإننا نتبرأ منكم فهذه الآية، اعلموا أن الله، يعني: لما قرأ عليهم هذا الكتاب، وفيه هذه الآية.

line-bottom